يجب أن تتضمن أي عملية عناية واجبة بحقوق الإنسان أربعة مكونات أساسية:
1. تحديد مخاطر حقوق الإنسان وتقييمها
تحديد وتقييم التأثيرات السلبية الفعلية أو المحتملة على النزاع وحقوق الإنسان التي قد تتسبب أو تساهم فيها المنظمة من خلال أنشطتها الخاصة، أو التي قد تكون مرتبطة مباشرة بعملياتها أو أنشطتها أو مشاريعها.
يجب على المنظمات غير الحكومية الإنسانية أن تدرك المخاطر المحتملة التي قد تسببها أنشطتها، عن غير قصد، والتي قد تنتهك حقوق الإنسان للمجتمعات الشريكة. تتضمّن هذه الخطوة:
- تحديد المخاطر: تحديد المخاطر المحتملة المتعلقة بحقوق الإنسان، مثل الانتهاك غير المقصود لحقوق الإسكان والأراضي والممتلكات أو التسبب في أضرار بيئية. تشمل هذه الخطوة أيضاً تحديد المخاطر التي قد تؤثر على قدرة المنظمات الإنسانية على القيام بعمليات الإغاثة الإنسانية بطريقة محايدة استناداً إلى الاحتياجات، دون تمييز سلبي.
- تحليل السياق: فهم البيئة التشغيلية في شمال غرب سوريا، بما يشمل الجهات الفاعلة، ديناميات النزاع، واحتياجات الفئات الضعيفة مثل النساء، والأطفال، والمسنين، الأشخاص ذوي الإعاقة والنازحين داخلياً.
- تحليل ديناميات النزاع: فهم كيف يمكن للأنشطة الإنسانية التأثير على هياكل السلطة المحلية، أو تصعيد التوترات، أو تغيير ميزان القوى بين سلطات الأمر الواقع أو قادة المجتمع.
- المشاركة المجتمعية: إشراك المجتمعات المتضررة لفهم مخاوفها ونقاط ضعفها وتوقعاتها، لضمان عدم استبعاد أي مجموعة من الأنشطة والبرامج الإغاثية.
2. دمج النتائج واتخاذ الإجراءات
اتخاذ إجراءات بناءً على النتائج المستخلصة من تقييم المخاطر والتأثيرات عبر الوظائف والعمليات ذات الصلة في المنظمة. وبشكلٍ أكثر تحديداً، إذا تسبَّبت المنظمة أو كانت عُرضةً لخطر التسبّب في تأثير سلبي، فيجب عليها اتخاذ خطوات لوقفه أو منعه.
إذا كانت المنظمة تساهم، أو معرّضة لخطر المساهمة في تأثير سلبي، فيجب عليها اتخاذ خطوات لوقف أو منع مساهمتها واستخدام نفوذها للتخفيف من التأثير المتبقي. إذا لم تساهم المنظمة في التأثير، ولكن هذا التأثير مرتبط بشكل مباشر أو محتمل بعملياتها، فيجب عليها اتخاذ خطوات لاكتساب واستخدام النفوذ لمنع التأثير والتخفيف منه، إلى أقصى حد ممكن.
بعد تحديد المخاطر، يجب دمج هذه النتائج في تصميم وتنفيذ العمليات الإنسانية. تتضمّن هذه الخطوة:
- تطوير استراتيجيات الوقاية: اعتماد سياسات مناسبة، مثل تلك المتعلقة بالحماية وعدم التمييز. تنفيذ العمليات وتعديل البرامج لمنع أو التخفيف من المخاطر المحددة.
- اعتماد النُهج القائمة على الحقوق: دمج حقوق الإنسان في تصميم البرامج، مع ضمان أن تكون الأنشطة والمشاريع قائمة على المشاركة والشمول واحترام حقوق الإنسان.
- صنع القرار المراعي للنزاع: الحرص على أن تأخذ عملية صنع القرار على جميع المستويات في الاعتبار كيفية تأثير الأنشطة الإنسانية على ديناميات النزاع.
- التوافق الداخلي: التأكد من أنَّ جميع أعضاء الفريق، من العاملين الميدانيين إلى صناع القرار، على دراية بالمخاطر واستراتيجيات التخفيف. يجب أن يشمل ذلك التدريب على السياسات الجديدة المعتمدة وكذلك على معايير حقوق الإنسان.
3. مراقبة وتتبُّع الأثر
تتبُّع فعالية التدابير والعمليات الرامية لمعالجة المخاطر أو الآثار السلبية المرتبطة بالنزاع وحقوق الإنسان لفهم ما إذا كانت تعمل.
من الضروري مراقبة فعالية التدابير المعتمدة في المرحلة الثانية من عملية العناية الواجبة بحقوق الإنسان لضمان حماية حقوق الإنسان بشكلٍ فعَّال. تتضمّن هذه الخطوة:
- وضعُ المؤشرات: تطوير مؤشرات قابلة للقياس لتتبع ما إذا كان هناك احترام لحقوق الإنسان وما إذا كان هناك تخفيف فعّال للمخاطر.
- استقبال التعقيبات: الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع المجتمعات المتضررة، وجمع التعقيبات بانتظام حول تأثير الأنشطة الإنسانية.
- التعديل حسب الحاجة: الاستعداد لتعديل العمليات استجابة للمخاطر أو التحديات الجديدة التي يتم تحديدها من خلال المراقبة.
4. التواصل والتحلّي بالمسؤولية
التواصل حول كيفية معالجة المخاطر أو الآثار والإثبات لأصحاب المصلحة (على وجه الخصوص، أصحاب المصلحة المتضررين) أنّه توجد سياسات وعمليّات مناسبة لحماية حقوق الإنسان في الممارسة العملية.
الشفافية والمساءلة أمران بالغا الأهمية لضمان احترام حقوق الإنسان. يجب على المنظمات غير الحكومية الإنسانية أن تعلن صراحةً عن كيفية معالجة التأثيرات المترتبة على حقوق الإنسان. تتضمّن هذه الخطوة:
- إبلاغ أصحاب المصلحة: مشاركة النتائج مع الجهات المانحة والسكان المتضررين والشركاء المحليين حول كيفية إدارة المخاطر.
- إنشاء آليات تقديم الشكاوى أو التغذية الراجعة: ضمان أنَّ السكان التضررين لديهم طُرق يسهل الوصول إليها للإعراب عن المخاوف والشكاوى بشأن عمليات الإغاثة.
- التعلُّم والتحسين: استخدام التغذية الراجعة والدروس المستفادة لتحسين العمليات المستقبلية وتعزيز حماية حقوق الإنسان.
[253] لا يُقصد بهذا المصطلح تأييد أو تشجيع وصم الضعف المتأصل على أساس الجنس أو الدين أو المعتقد أو العرق أو أي وضع آخر. في هذه المنهجية، يُفهَمُ الضعف في سياقه المحدد ويُناقشُ لتسليط الضوء على التمييز الهيكلي والملموس الذي تواجهه هذه المجموعات، والذي يعمل كعامل رئيسي يساهم في التأثير غير المتناسب لانتهاكات حقوق الإنسان.