تهدف أداة العناية الواجبة بحقوق الإنسان الخاصة بشمال غرب سوريا إلى تيسير النظر الشامل في مخاطر حقوق الإنسان عبر دورة المشروع للعمليات الإنسانية ذات الصلة بالقطاعات الخمسة التي تمت دراستها في هذا المشروع. وتسعى الأداة إلى ضمان دمج اعتبارات حقوق الإنسان في تخطيط وتنفيذ وتقييم البرامج الإنسانية في المنطقة. على الرغم من أنَّ بعض عناصر النهج القائم على حقوق الإنسان قد تم دمجها في هذه الأداة، فمن المهم الإشارة إلى أن النهج القائم على حقوق الإنسان هو إطار مستقل لكنه مكمل للعناية الواجبة بحقوق الإنسان. إذ يُعَد الأخير عملية إدارة مخاطر تهدف إلى منع ومعالجة التأثيرات السلبية على حقوق الإنسان، سواء كانت مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بأنشطة المنظمة. وفي المقابل، فإن النهج القائم على حقوق الإنسان هو إطار عمل يركز على دمج مبادئ حقوق الإنسان في أنشطة المنظمات لتمكين أصحاب الحقوق وتعزيز المساءلة في صنع السياسات والبرامج. ورغم أن الأداة تستند إلى إطار العناية الواجبة بحقوق الإنسان، فإن مبادئ النهج القائم على حقوق الإنسان تظل ذات صلة بتنفيذ المكونات الأساسية للعناية الواجبة بحقوق الإنسان.
وتهدف هذه الأداة إلى رفع مستوى الوعي وتعزيز قدرات الجهات الفاعلة في المجال الإنساني من أجل تحديد وتخفيف المخاطر المحتملة على حقوق الإنسان في مراحل مبكرة؛ وضمان وتعزيز دور التدخلات الإنسانية في حقوق الإنسان؛ وتعزيز المساءلة أمام السكان المتضررين؛ وتعزيز فعالية واستدامة التدخلات الإنسانية في شمال غرب سوريا.
بالإضافة إلى ذلك، تُعد أداة العناية الواجبة بحقوق الإنسان، أداة قوية للمناصرة، حيث تمكّن المنظمات غير الحكومية الإنسانية من التفاعل بشكل أكثر فاعلية مع الجهات المانحة. فمن خلال توفير نهج شامل ومنهجي لإدماج حقوق الإنسان، يمكن استخدام الأداة لإبراز الأهمية الحاسمة للبرمجة الاستراتيجية المتكاملة المبنية على الحقوق. يساعد ذلك في بناء حجة قوية للحصول على تمويل أكثر استهدافاً للمشاريع التي تتناول أبعاداً متعددة لحقوق الإنسان في آنٍ واحد، مما يسهم في تحقيق تدخلات أكثر استدامة وتأثيراً في شمال غرب سوريا.
من المهم التأكيد على أن هذه الأداة لا تهدف إلى خلق عبء إضافي على المنظمات غير الحكومية التي تعمل بالفعل في ظروف صعبة. بل تم تصميمها لمساعدة المنظمات في تحديد المخاطر المحتملة واتخاذ قرارات مستنيرة حول كيفية المضي قدماً في تدخلاتها. تهدف الأداة إلى تبسيط العمليات القائمة وتوفير إطار عمل منظم لمراعاة القضايا التي تعالجها العديد من المنظمات بالفعل بطرق مختلفة.
علاوة على ذلك، تهدف هذه الأداة إلى تسليط الضوء للجهات المانحة والمجتمع الدولي على ضرورة تبني تدخلات استراتيجية وشاملة بدلاً من النُهج المجزأة. وتؤكد على الطبيعة المترابطة لقضايا حقوق الإنسان في شمال غرب سوريا والحاجة إلى حلول شاملة. ومع ذلك، فإن التطبيق الفعال لهذه الأداة يعتمد على الدعم المناسب من الجهات المانحة، بما في ذلك المرونة في ترتيبات التمويل والاعتراف بالطبيعة المعقدة طويلة الأمد للعمل الإنساني القائم على الحقوق.
باستخدام هذه الأداة، يمكن للجهات الفاعلة في المجال الإنساني تعزيز قدرتها على:
- تحديد ومعالجة المخاطر المحتملة على حقوق الإنسان الناجمة عن التدخلات الإنسانية.
- اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن اعتبارات حقوق الإنسان في جميع مراحل دورة المشروع.
- تعزيز المساءلة أمام السكان المتضررين من خلال التحليل المنهجي القائم على الحقوق.
- توثيق وتتبع اعتبارات حقوق الإنسان في برمجة المساعدات الإنسانية.
في سياق شمال غرب سوريا، ينبغي إيلاء اهتمام خاص لما يلي:
- ضمان المشاركة الفاعلة للفئات المهمشة، بما في ذلك النساء، الأطفال، النازحين والفئات الضعيفة الأخرى.
- معالجة التمييز في الوصول إلى المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل التجزؤ السياسي والاقتصادي الذي يزيد من أوجه عدم المساواة.
- تمكين المجتمعات المحلية من المطالبة بحقوقها مع الأخذ بعين الاعتبار الديناميات المعقدة للسلطة والهياكل المحلية للحكم.
- الاعتراف بانتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالنزاع التي ترتكبها مختلف الأطراف ومعالجتها، وضمان أن تكون التدخلات الإنسانية حساسة لهذه الانتهاكات وألا تؤدي، عن غير قصد، إلى تفاقم التوترات القائمة.
- أخذ تأثير سلطات الأمر الواقع وهياكل السلطة غير الرسمية بالحسبان فيما يتعلق بالوصول الإنساني، وتقديم الخدمات، ومخاطر الحماية.